منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

منتديات علاء الصائغ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات علاء الصائغ

منتديات الشاعر علاء الصائغ


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 141 إلى 150

    المحامي علاء الصائغ
    المحامي علاء الصائغ
    المدير العام
    المدير العام


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 141 إلى 150 Empty الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 141 إلى 150

    مُساهمة من طرف المحامي علاء الصائغ الجمعة فبراير 14, 2020 6:10 pm

    المطلب الثاني عشر
    ما جاء من شبهات في
    مشيئة الله وإرادة الله

    المشيئة والإرادة ، من أهم المواضيع التي بحثت كثيراً وأهملتْ أكثر ، فلا هي بالبساطة التي ذكرتها مذاهب السلفية ، إذ قالوا لكليهما معنى واحد ، ولا هي بالمعقدة التي جاء بها علماء بلاد فارس ، و سنبحث هنا قدر تعلق الأمر بخلافة الأرض ، وبشكل سريع ومبسط ،
    و للتبسيط أكثر ، نضرب مثالاً واقعياً ، من بعد إذنه تعالى لإيصال الفكرة وهي ،
    أنتَ مدير مدرسة تريد وتشتهي أن ينجح كلّ طلابك ، لكنك شأتَ أن لا ينجح من أحدٍ إلا من خلال الامتحانات ، فوضعت كتاباً وهو ما نسميه بالدستور ، كما تحدثنا عن ذلك في شبهة تغير الأحكام والسنن ، وقد أوجبت في هذا الدستور ، أن من ينجح ستدخله الجنة أو الكليّة على فرض المثال ، ومن يرسب ستدخله جهنم ، أو تطرده من المدرسة وفق مثالنا ،
    فهل من الممكن أن يتوسط الطلاب لك فتقوم بإعطائهم درجة النجاح ،
    الجواب : نعم ، يجوز من خلال قيامك بوضع فقرة للقانون ، أو ملحق بقانونك السابق (قرار) يملي على من رسب في ثلاثة مواد مثلا ، أن يعيد امتحانه في العطلة الصيفية ، وبذلك ستعذبه و الجميع يلهو ويلعب في عطلته إلا هو ، جزاءً لإهماله طيلة أيام السنة ،
    وبذلك فالمشيئة ذات المشيئة ، والإرادة لم تتدخل بالقضية مطلقاً ،
    لذا فإن ما تحدثنا عنه في تغير الأحكام والسنن ، قد يحصل في بعض الحالات التي دخلت ضمن مشيئته ، كحماية الأنبياء من القتل ، فبدل أن تنجب زوجة عمران ولداً ، ليكون المسيح أنجبت بنتاً ، حماية للمسيح ممن انتظر ولادته لقتله ، وكذلك تغيير اسم الرسول من أحمد إلى محمد ، فهو دليل على أن هناك من يترصد لقتله ، بعد أن عرفه أهل الكتاب ، كذلك من يدعو الله(جل جلاله) فيطيلُ في عمره ، فقانون المشيئة أملى أن من يدعو الله ، سيعطي له فرصةٍ حياتية لتصحيح غلطاته ، قبل أن يأتي اليوم الذي لا يجاب فيه لمن دعاه ، فالمحصلة هي أن القانون ذات القانون ، والدستور ذات الدستور ، ولكن أحوال العباد تغيرت ، لأنهم وفق القانون حصلوا على فرصة الدراسة ومرت بهم فرصة العفو والمغفرة ، وذنبهم الجديد هو عدم استغلالهم لتلك الفرص ، فهم في ذنب دائم ومتواصل ،
    ويبقى المشهد في المشيئة ، هو أنه تعالى كتب لك العمر المزيد ، منذ ولادتك ، وكتب أن لا تناله إلا بالدعاء ، ووضع الدعاء وهيئه لك لقراءته ، وكتب لك أن لا يزيد عمرك ، لأنك لهوت وصددت عن الدعاء له والطلب منه ، وهذا ما مر على زكريا عليه السلام في طلب الوريث ، إذ قد فاته الطلب من الله ، وظن أن لا يمكن أن تنجب زوجته ما دامتْ عاقراً ، وحين انتبه سارع لطلب الولد ، ولكون انشغاله كان محموداً ، حيث كان منشغلاً بولادة المسيح ، وظن أنه لو طلب الولد فكأنما يطلب أن يكون المسيح من صلبه ، فأجاب الله طلبه وجعل ولده يحيى عليه السلام معمّداً للمسيح ،
    لذا فالمشيئة يمكن أن تلتقي والإرادة بطريق واحد ، وهو قيامنا نحن بطلب ما نريده كما يريده الله ، ومن الخطأ اعتقادنا بأن ما نريده هو ما يريده الله ،
    بل ما يريده الله يجب علينا أن نريده ، وبالعودة للمثال ، نقول متى ينجح الطلاب ، كما يريد المدير والقانون منع أن ينجح من أحدٍ إلا بالدراسة ، فيكون الجواب متى ما درس الطلاب حقاً ، أو دفعوا ثمن ما أهملوه بدراسة أخرى ، فيلتقي ما يريده الطلاب مع ما يريده المدير دون مخالفة القانون ، فكل من ينجح يصل لما يريده الله وفقاً لمشيئته ، وبما إن هذا المطلب متشعب فقد وضعت الكثير من شعبه في مطالب أخرى ، ولو تكلمنا عن شبهة خلق الخلق وهم إلى فساد ، أي عن قولهم لماذا خلق الله الخلق وهو يعلم إنهم من يفسدون ويسفكون الدماء فنقول ......
    فهذه الشبهة أجابتْ عليها سورة الواقعة
    { وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (Cool وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ }
    وهي تروي لنا نتائج الامتحانات النهائية للبشرية جمعاء ، ستجد أنه سبحانه بين لنا إن الأزواج الثلاثة ، إثنين منهم في الجنة وواحدة فقط في النار ، لذا كان حرياً أن يخلق الخلق مادام النجاح بالثلثين ، أما العدد فلا يمثل أي قيمة اعتبارية عند الله(جل جلاله) ، بل يهم أهل الجماعة و التعددية و الأحزاب ، حتى لو كان أصحاب المشأمة ، سوف يمثلون 99 بالمائة من عدد سكان البشرية ، بل يا حبذا أن نصل هذه النسبة ، و اعتقد إن الجواب واضح جدا ، دون اللجوء للأمثال والفلسفة ، فنسبة الأرض إلى الكواكب والنجوم التي خلقها الله (جل جلاله) ، لا يمكن أن نقارنها مطلقاً بعدد صحيح ، وهذا يعني إن نسبة الأنبياء فقط ، تكفي وتزيد على أن يخلق الله الإنس والجن ، من أجل هذا العدد الذي تراه بسيطاً ، ويراه الله كبيراً جداً ، لأن هذا الوجود كله لم يكن فيه ما يعبد الله أبداً ، كما سنطّلع بالمطلب القادم (شبهة الشيطان ) .


    المطلب الثالث عشر
    شبهة الشيطان
    والانفلاق الأعظم ( الفتق )

    الشيطان هو : المخلوق الأول الذي سكن هذا الكون على شمال المنطقة التي تسكنها الملائكة ، والذي يعد انعكاسا للكون الذي تسكنه الملائكة ، على يمين العرش ، حيث تكوّن السديم ليشهد الله وملائكته عظيم قدرته ، وهذا السديم تتخلله
    [ المادة ، الموت ، الجهل ، الضلال ، الظلم ، الظلام ، الزمن ] لذا فالشيطان مالك السديم الأقدم ، و الأصح الأحق ، أنه الساكن الأول في السديم ، لكنه ظن إنه مالكه ، كما ظن ملوكنا إنهم ملكوا الأرض ، وهم مجرد سكانها ، والسديم يعني هذا الوجود كله ، الذي نحن فيه ، وكل الوجود الذي نحن فيه لا نستطيع أن نقول قطرة في بحر ، ولا رملة في صحراء ، بل لابد أن يكون لا شيء في ملكوت الله(جل جلاله) ، كما إن كون الملائكة يساوي ضعف مساحة هذا الكون بالضبط ، وكلما زاد لهم فيه زاد لنا الله في كوننا هذا ،
    { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الذاريات / 47
    فلمّا أراد الله أن يُعبدَ في هذا الوجود كله والذي أسماه بالأرض ، وقال لهم إني جاعل في الأرض خليفة ، أي إذا خرجنا عن هذا السديم لمنطقة الملائكة ، سيكون كل هذا الوجود أرضاً بالنسبة لنا ، ولو دخلنا ، هذا الوجود (السديم) لرأيت سبعة أرضين ، التي يمكن أن نقول عنها ، أنها المجرات ، لأشرنا إلى مجرتنا بأنها الأرض ، ولو دخلنا مجرّتنا لقلنا عن أرضنا بأنها الأرض ، ولو وقفنا في أي مكان من الأرض سندعوها أيضا بالأرض ،
    لذا فحين أراد سبحانه أن يجعل خليفة في الأرض ، أجابت الملائكة بعلمها الأدنى من علم مشيته ، وهذا العلم يعني إن كل مخلوق من غير نور الله بالكلّية يفسد ويسفك الدماء ، فأجابهم سبحانه وتعالى إن هناك خلفاء أعددتهُم لخلافة الأرض ، لا يفسدون ولا يسفكون الدماء ، فأرسل نوره العظيم الذي فتق الكون كله به ،
    { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء/30
    وهذه الآية ، نبأ مستقبلي بأن الذين كفروا هم من سوف يرون أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، لأن العرب لم يعرفوا أي شيء عن شكل الأرض وحركتها ، فكيف يرى الكافرون الذين هم أكثر جهلا كيف أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، فحدث الانفلاق الأعظم والفتق الأكبر ، وكان كلما أتقى الظلام والضلال والشيطان نور الله بالأجرام السماوية ، انفلقت وانفتقَت وتكونت سماءً وهكذا ،
    لكن نور الله كان أعظم سرعة ، من سرعة تكوّن الأجرام السماوية ، إذ وصل قلبه و منتصفه في لحظة دخوله ، مما سبب انفجار الإلكترونات و النّواة ، وانفلقت ثم انفلقت وهكذا و لستة مرات تتقي نور الله و تنفلق ، أي إن هذا الوجود مرّ بستة انفلاقاتٍ وانشطاريات عظمى ، وليس بانفلاقٍ واحد ، لتكوين سبع سماوات ، ولكن كلها كانت في آن واحد ،
    { إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } الأعراف/54
    وهذه الأيام مراحل وليست أيام زمانية ، احتاجتها السماوات لتتكون فهي من حيث الزمن لحظات معدودة ، أمّا معناها كأيام فهي كما نقول يوم لنا ويوم علينا ، أو كما ذكر الله الأيام كـ(يوم القيامة و يوم الحشر وهكذا) فسبحانه لا يحتاج زمن للخلق ، إنما يقل للشيء كن فيكون ، ولكن هذا الخلق هو من يحتاج لذلك ، ليكون في أفضل خلق و أفضل صورة ، و مثالنا على ذلك الإنسان نفسه ، فالإنسان يحتاج مثلا ستة أو تسعة أشهر ليكتمل خلقه في الرحم ، فهل من العقل أن نقول إن الله احتاج لتسعة أشهر ليخلق الإنسان ،
    كذلك قوله تعالى { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } فصلت /12
    أي إن الماء و البذور وما إلى ذلك ، من قوتٍ لمخلوقات الأرض ، خُلقتْ قبل أن تخلق السماوات والأرض ، وهذا ما سنتكلم عنه في علم الغيب ، وبعد تلك الانفجارات ، قضاهن سبع سماوات ، إذْ أصبحتْ سماءنا بين السماوات الستة ، وجعل لكل منهما مدارات ، أي حتى المجرات الستة مع مجرتنا تدور حول بعضها البعض ،
    وأنا على يقين لا يخالجني شك أبداً ، أن أرضنا هي قلب هذا المجرة ومجرتنا قلب الكون ، بكل مجراته واجرامه السماوية ، حتى مع اتساعه ،
    نحن هنا أمام سماواتٍ دخل نور الله فيهن ، فأكسبهن الروح الثابتة كما سيمر بنا في ( مبحث الروح ) أي إن كل هذا الكون بات فيه النور الذي فيه الحياة والروح ، بعد أن كان يملؤه الشيطان والموت الأقدم ، فتكونت النفس ، وهي عبارة عن مزيج من الشيطان والموت ، يقابله النور والحياة التي بثها الله ، أي إن كل شيء في هذا الكون له روح ونفس ، فإن كان ثابتة كانت روحه ونفسه ثابتتين ، وإن كان متحركاً ، أصبحت فيه الروح والنفس متحركتين ، وحِراك الروح يعني عدم استقرارها حيث هي ، كالإنسان والحيوان والأشجار والجن ، فهي مغادرة منه لا محال طال عمره أم قصر ، أما النفس المتحركة ، فهي بمعنى فعّالة و محتدمة مع بعضها البعض ،
    وهي موجودة في المخلوقات ما عدا الشجر والحجر ، لأنها لا تملك مداخل الشيطان أي الحواس الخمسة ، العين والأذن والشم والتذوق واللمس ، فلا وجود لتلك الحواس في الشجر أو الحجر ، فالنفس فيهما مستقرة ، تميل إلى نور الله الذي أشرقت به السماوات و الأرض ، لذا فلا يتخللهما الشيطان قط ،
    { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } الرحمن / 6
    ولذا فإن التراب والأحجار الترابية والأشجار ، تعدّ أطهر ما في الوجود كله للسجود عليها ، أو الاعتكاف ، إذْ لا يدخل الحس الشيطاني فيهما مطلقاً ،
    أما النفس المتحركة وهي كما ذكرنا ، في الإنس والجن والحيوان والهوام ، فهي في صراع دائم ، بين ما بها من حس شيطاني قديم ، و نور رحماني جديد ، ولكنها تساوت بالقِدم ، حيث إن الذريّات خلقت لحظة خلق هذا الوجود ، واختلفت بالجسد ، وفيما يخص السماوات والأرض ، فبعد أن تشكلت بعضها على بعض كما في التصوّر رقم (2) اشتدت الظلمة على أرضنا ، فأدخل الشمس في مدارنا والقمر تابع لنا كما نعرف ، وهنا بدأ الخلق ، وبدأ الشيطان بالاحتدام ، و الذي سيعترف حتى هو ، بربوبية الله يوم القيامة ، وقوله تعالى
    { شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ..... } الأنعام /100 ،
    والنصيب المفروض ، هو منابع وقنواته الشهوات الخمس وهي حواسّنا ، التي نهتدي بهن أو نضل ، وما فرضته علينا طينتنا البشرية ، والتي لم تخلق من نور الله بالكلية ،
    فإن أصبحت اتجاهها والشيطان طباقاً ، أصبح ذلك المخلوق كنفس الشيطان بذاته وكيانه ، أما إذا اتجه صوب نور الله ، أصبح من الصالحين حتى يصل إلى الدرجات التي نعرفها
    ( نبي ، وصي ، صالح ، تقي ) أما الذين لم يستطع عليهم الشيطان ، فهم المخلّصين ، و إبليس كان يعلم بهم ، حتى قبل خلق آدم ، فلابد أن الجن كانت لهم أنبياؤهم وكتبهم ، فسبحانه ذكر لنا { قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا } الإسراء/95
    وتلاحظ أنه سبحانه أطلق تسمية الشيطان على الإنس و الجن ، أي إنه صفة ، أو ما نسميه بالبصمة ، أو ما يعرف بالأثر ، وليس بالذات المستقلة ،
    { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } الانعام/112
    وهذه من أدق الآيات التي تبرهن إن الشيطان ، لم يكن إبليس ، لأن الشيطان صفة ، لكل من خُلق من غير نور الله ، وليست اسماً لجنس ،
    بقي أمر مهم علينا إيراده ، من هو الشيطان ، ومن هم الشياطين ، وللإجابة نسأل : أين نور الله(جل جلاله) ، الذي دخل هذا السديم ، الجواب في كل الأشياء التي نراها في الوجود ، حتى فينا نحن والذي يسميه (اللادينيين) بالخير ، مقابل الشر الذي هو الشيطان ، لكن هناك شياطين بالفعل ، خلقت قبل خلق الجن ، فالجن خلق من نار والإنس خلق من تراب ، والملائكة من نور الله ، أما الشياطين فهي مخلوقات هوائية أقدم من النار والتراب ، و لا أقصد بالهوائية إنها مخلوقة من الهواء الذي نتنفسه ، بل مما نسميه بالفراغ الكوني الموجود في المجرات وبين المجرات ، وقد تم تقييدها وحماية الأرض منها بالشهب ،
    { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (Cool دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ }(9)/الصافات .
    أي من الشياطين التي تتمرّد على أمر الله ، { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } مريم/83 ، هذا بالإضافة للجن الذين لهم نفس هذا التحجيم حمايةً لنا من قدراتهم العالية بالإيذاء ،
    = ولا يُعبد الشيطان إلا بالإشراك به ، فلأنه ليس جسداً أو جنساً ، فلابد أن يتمثل الشيطان بجنس من الإنس أو من الجن ، لأجل أن يُعبد ، فإذا عبدتَ أو جعلت فرعون وليا لك مثلاً ، فإنك تعبد الشيطان ، لأنّ الشيطان لا بد أن يتمثل بشخص ، لنقول أنك عبدت الشيطان ،
    { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }النحل /100
    فالإشراك بالله لا يعني عبادة غير الله عزّ وعلا ، لأن ذلك يعني الكفر بالوحدانية(الالحاد و الملحد) ، فيجب أن تكون من الموحدين والمؤمنين بالله ، ومن ثم تتخذ له شريكا ، أي هو أن تجعل لك ولياً من أولياء الشيطان ، توليه أمرك وتدافع عنه بحياتك ، وهي المرحلة التي تلي الكفر بالدرجة ، هي أن تولي الكافر أمرك ، ومنهج دينك ، وقد فرض الله عليك أن لا تولي أمرك إلا من ارتضاه من الأنبياء والمؤمنين بالله حقاً
    { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } الأنعام / 12 ،
    وهذه الآية دليل آخر على أن مشركي قريش ، كانوا يشهدون بوجود الله ولكن يضعون له شركاء ، سواء الأصنام أو الشخصيات التي تقودهم ،
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } النساء
    الآن علينا إعادة قراءة الآية السابقة ....
    {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}
    = وكلمة سلطان كمعظم الكلمات التي وردتْ في القرآن ، أي لها جانب سيء وجانب حسن عنده سبحانه ، فالجانب السيء للسلطان ، أن يكون هو الشيطان ، المتمثل بشخص معين من الجن أو من البشر ، أما السلطان بمعناه المستحسن ، فيقصد به الأنبياء أو آيات الله(جل) {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} الأعراف/23
    كذلك جاء في قوله عن الأئمة ، فوصف مرة أئمة الكفر
    { فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ } التوبة / 12
    ووصف أئمة الهدى
    { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } الأنبياء / 73

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين يونيو 24, 2024 6:20 am