منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

منتديات علاء الصائغ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات علاء الصائغ

منتديات الشاعر علاء الصائغ


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 122 إلى 131

    المحامي علاء الصائغ
    المحامي علاء الصائغ
    المدير العام
    المدير العام


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 122 إلى 131 Empty الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص 122 إلى 131

    مُساهمة من طرف المحامي علاء الصائغ الجمعة فبراير 14, 2020 6:14 pm

    المطلب التاسع
    شبهة هابيل وقابيل
    أسباب خلقنا من طين ومن حمإ مسنون

    سبحانه الذي خلق كل شيء لينفع به كل شيء ، فلو علمتَ كم نفع الإنس من خلقه من الجن ، والعكس صحيح ، لعرفت سبب خلقه الإنس من طينٍ ومن حمإ مسنون ، أي إن الخلق الذي يزده في القوّة ينقصه في العقل ، ومن يزد له في العقل ينقص له في قوته ، وكليهما يحتاج الآخر ، فلا استغناء عن قوة الزنوج والأحباش ، لما يمتلكونه من قوة عضلية ، ولا استغناء عن الصنف الأبيض ، لما يمتلكونه من عقول توصلت للكثير من العلوم و الاكتشافات ،
    أضف إلى ما ذكره الله( جل جلاله) لنا من اختلاف في ألواننا وصورنا ، كل ذلك مما ينفع به بعضنا من بعضنا الآخر ، كما جعل المنفعة المتبادلة بين النبات والحيوان فالحَيوان يأكل النباتات والأشجار ويسمّدها ، والأشجار تطعم الحيوان وتُطعم بها ، كذا الإنسان بالنسبة للحيوان والنبات ، حتى المخلوقات التي لا نراها بالعين المجردة ، فمنها ما يخمّر الخبز ومنها ما يعفّنها فتغدو دواءً ومنها ما يضرنا ويُحدث الأمراض ،
    وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلاف الأصناف ، من النبات والحيوان قبل خلقنا ليؤهل الأرض للسكن ، وكل الاكتشافات الحديثة عن تلكمُ القرون السّالفة ، حقيقة لا تنكر بل تُدعم ، فبالفعل كان هناك أنواع من الحيوانات العملاقة و الأشجار السامقة ، التي قامت بإمداد الأرض وتزويدها بالخصوبة والمواد العضوية ، وقيل إن قبل آدم ألف آدم ، وقصد بالتأكيد ، تلكم الحيوانات ، لأننا اتفقنا إن الإشارة للأديم ، هي إشارة لنوع المخلوق من التربة ، وليست إشارة للعقل والإنسانية ،
    والطوفان وقت نبي الله نوح (ع) ، أو ربما سبقته المئات والآلاف كلها مما دعم الأرض بالأصول العضوية ، لمختلف المواد ومنها النفط الذي يعتبر من أهم ثرواتنا الآن ، كذا العواصف التي مرت بها الأرض إذبان خلقها ، فمما كوّن الجبال والهضاب و التضاريس المختلفة جغرافيّاً ،
    عليه ما كان لخلق قابيل أسوداً بمنقصةٍ له ، ولا خلق هابيل أبيضاً بمكرمةٍ له ، لكن من المناسب أن يكون ذا العقل آمراً على ذي القوة ، كذا نحن إن لم يختر الله ذلك ،
    ومُذ أقدم العصور اخترنا ، أو أجبَرنَا واقع الحال ، على أن يكون صاحب العقل ، آمراً على ذي القوة ، ولو حدث العكس ، لأفسد ذو القوة القوانين ، التي تنظم الحياة بشكل سليم بينهما ، ولو عمل أصحاب العقول كلهم ، فسوف ينشغلون بالعمل عن التفكير ، ووضع الأنظمة الحياتية ، و إدارة أمور العمّال والمشاريع ، وكل هذه إشارات أوضحها الله لنا في محكم كتابه ، تمعن قوله تعالى :
    { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ، قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } المائدة/31
    لذا أصبح من النادمين من حيث أمرين :
    أولا - عَجزه عن أن يصل إلى مستوى تفكير الغراب ، فَيواري جثمان أخيه ،
    { يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } .

    ثانيا – ندم على قتل أخيه لأنه فهم الحكمة من اختيار الله لهابيل سيداً عليه ، إذ إن طلب الله أن يقرب كل منهما قرباناً ، هو اختبار لقدراتهم الذهنية ، فَفشل في أول الاختبارات الدنيوية ، ثم تمعن قوله :
    { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
    فمن هم المتّقين ، ولماذا قال هابيل إنما يتقبل الله من المتقين ، ومن المفترض أن يقول له إنما يتقبل الله من المحسنين أو الشاكرين ،
    كقوله تعالى في تقبل قربان إبراهيم {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الصافات
    وما هو الدليل أن الله(جل جلاله) سيجعل من يُتقبل منه القربان سيداً على أخيه ....
    المتقي هو من يخاف الله في كل شاردةٍ وواردةٍ ، والمؤكد هنا إن قابيل لم يتقِ الله فيما قدّمه من قربان ،
    فتمعن قوله {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } البقرة / 197
    وبالرغم إني أُعارض قياس المعنى بالمعنى ، لكني أوردتها لا على أساس معنى مفردة التقوى ، بل على أساس فريضة الحج ، والتي يكون من مناسكها تقديم الهدي قربة لله ، فقد جاءت الآية السابقة ، أي إن هابيل قد توصل لتقديم القربان وفق ما أراده الله(جل جلاله)، كما يقال في أصول الفقه ((القدرة على الاستنباط)) ، كما زُعم أنه قدّم شاة حسنة ، بينما قدّم قابيل قرباناً سيئاً ، لكن المسألة تتعلق بقدرة الاستنباط ، ولنضع مفردة الاستنباط في ألف قوس وقوس ، لأن سبب اختيار آدم للسكن في الأرض بدلاً من الجن ، هو قوة الاستنباط الذي يمتلكها بني آدم ، وقدرتهم على مخالفة الشيطان أكثر بكثير من الجن ، وسبب اختيار هابيل سيداً على قابيل ، كان الاستنباط أيضا ، ومخالفة الشيطان أو ما نسميه بالهوى ، وسبب اصطفاء الأنبياء من الخلق هو الاستنباط و مخالفة الشيطان ، ثم طالع قوله تعالى
    { الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ } آل عمران/183
    وهذا قول اليهود وفق ما جاء في توراتهم ، أي أن علامة النبي الذي سيأتيهم أن يقدم قرباناً ، ولكن كذبوا في أمر واحد ، وهو قربان تأكله النار ، والدليل قوله تعالى رداً عليهم { قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } آل عمران/183 ،
    أي إن النّبي الذي يقدم قرباناً فتأكله النار قد جاءهم وقتلوه ، أمّا النبي المخلّص ، الذي جاءوا ينتظرونه في مكة ، ومنذ مئات السنين ، وهو موصوف عندهم بكل الصفاة ، لكنهم لمّا عرفوا إنه من أبناء إسماعيل ، اختلفوا بغياً بينهم ،
    مرادنا إن نقول إن ما قدمه هابيل من قربان كان علامة من علامات النبوة ، وهي بذاتها السيادة ( الزمانية والمكانية ) ،
    { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ } النساء / 64 ،
    وأخيراً نعود لذكر حواء ، وهي التي تزوجها هابيل بعد أن قبل الله قربانه ، فبات أباً للأنبياء وحواء هي أم الأنبياء والصالحين ، و ليست أماً لكل البشر ، فهناك ستة نساء سبقن حواء بمدة طويلة ، ثلاث نساء تزوجهن هابيل ، وثلاثة نساء تزوجهن قابيل ، فسبحانه بيّن لنا إن الأساس في خلق هذا الوجود هو الذرية ، من الذكور والإناث ، والتي سبقت خلق آدم وزوجه ،
    { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } الأعراف/174
    أما الزوجات اللاتي خلقهن الله ليتزوجنَ بهَابيل و قابيل ، فهنّ كما قال الله(جل جلاله) في وصف حور العين مثلا ،
    { إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا } الواقعة
    أي أنشأهنّ معرّباةٍ من الأتربة المختلفة للأرض ، أي معروفات ، أي فيهن البيضاء والسمراء ، ولم يقل عربيات الشكل ، كما جاء في تفسير المفسرين لهذه الآية ، كما إن من المقبول أن كل منهن كانت تتكلم بلغة و بألسن مختلفة ،
    و نفترض كــمثــــال (لتوضيح الفكرة) إن الزوجة الأولى لهابيل ، كان اسمها أوروبا ، ولونها من تراب أوروبا ولغتها السريانية ، و الثانية اسمها آسيا والثالثة استراليا ، وكل منهن تتكلم بلغة اختارها الله ،
    وكان كلما تزوج بواحدة وأنجبت مجموعة من الذكور أرسلها لبلاد بعيدة ، عين ما فعله إبراهيم بهاجر وإسماعيل ، ونعلم كلنا إن مكة والقرى ما تكونت ، إلا على أساس ما قام به إبراهيم ، وما دعا الله لتلك الأرض من بركاتٍ ونعمِ ، ومن المؤكد إن ما من زوجة لهابيل أو قابيل سافرت لأرض بعيدة ، حتى وجدت لأبنائها أُناثاً يتزوجوهنّ ، وبلغُات وأشكال مختلفة ،
    وكذا قابيل الذي تزوج أيضا من نساء جميلات بيضاوات ، ولنفترض أن الأولى كان اسمها هند ، والثانية كان اسمها سند ، والثالثة هند الحميراء ، أي أصل الهنود الحمر ،
    وأخيراً جاءت حواء و امرأة أخرى ، بنفس الشكل تماماً ، و لنسميها حواء الثانية ، بعد أن هاجرن نساء هابيل ، إلى مناطق مختلفة ونساء قابيل كذلك هاجرن إلى مناطق أخرى ، ففرض الله القربان للسيادة والولاية ، أي إن قضية السيادة هي من أدّت لوقوع الخلاف ، وهو خلاف إبليس القديم مع هابيل وقابيل ، ومن يكون سيداً على الأرض ،
    وبعد أن حملت حواء بطفل أو طفلين ربما ، وقرب قابيل زوجته حواء الثانية دون عقد ، أي امتنع من أن يقوم هابيل بإجراء العقد له ، بينه وبين زوجته ، فحملت سفاحاً ،
    وقرر قابيل قتل أخيه ، لعدم تحمّل فكرة سيادته عليه وعلى ذريته ، فقتله وغادر هاربا ، إلى أقصى الأرض يبكي ما اقترفه من ذنب ، أو ما اقترف من مغالطة بحق حياته القادمة ، وكيف سيعيش وهو غير قادر حتى على التفكير كتفكير الغراب ، وكانت طبيعة بشرته ، تجعله يتجه صوب المناطق الحارة ،
    ولعلمه أن أبناء هابيل سكنوا المناطق الشمالية والوسطى ، فاتجه على ما يبدو إلى قارة إفريقيا ،
    وبالنتيجة ، فإن طوفان نبي الله نوح (ع) لم يصل ذرية قابيل ، اللذين سكنوا إفريقيا ، أو الشرق الأدنى ، لأن الله لم يبشّرهم بنبٍي قط حتى ختام الرسالات ،
    {ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولً} الإسراء/15
    بل فرض على بني هابيل أن يبلّغوا الرسالات لبني قابيل ، كما فُرض على اليهود والنصارى والمسلمين ،
    ولغة حواء زوجة هابيل ، أمّا أنها كانت تنطق بالعربية أو العبرية ، لكن النبي الذي خلف هابيل ، هو إدريس(ع) ، ويدلنا على أن حواء ، كانت تتكلم العبرية لأن اسم إدريس ، هو اسم عبري ، كما إنه سبحانه ، نَقّل النبوة بين العبرية والعربية ، فنبي الله صالح كان عربياً ،
    وبهذا أتمّ الله آياته ، أن خلق الإنس من اختلافٍ في الألسن والألوان ،
    { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } الروم / 22
    أي إن اختلاف الألسن والألوان ، هي آية جاءت عن الخلق ، كما خلق السماوات والأرض ، ولم يكن تحصيلا لحاصل ، أي لم يكن نتيجة السكن في مناطق حارة ومشمسة .



    لماذا آدم وزوجه هما هابيل وقابيل

    اسم هابيل وقابيل ، لم يرد في القرآن مطلقاً ، بل ذكرتهما التوراة في ، ( تك 3:4-5 ) ، بأن ابني آدم ، هما هابيل وقابيل ، ونسبتْ لهم نفس القصة التي جاء بها القرآن ، وقلنا إن ما يؤيد وجود بشر من حمإ مسنون في الجنة فرضته الآيات
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} الحجر/26
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}28
    {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} 33

    وآيات كثيرة وغزيرة المعاني تؤكد أن حواء لا يفترض وجودها ، إلا في الزواج ، ومن المحال أن يُخلَقَ الجنس الزنجي من رجل واحد ، وتحدثنا عن كل ذلك ، ولكن ما الدليل إن هذين البشرين ، وهما آدم وزوجه ، كانا هابيل وقابيل ،
    نوهنا بأن آدم لم يتدخل في تربية ولديه ، وتعليم ابنه قابيل الدفن أو التكفين ، وهو من المفترض أن يكون نبياً ، وماذا بعد ...
    فتمعن قوله تعالى في الآيات التي ذكرت آدم على إنه نبي ،
    { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } آل عمران
    فأين آدم في الموضوع كله ، وحين تذهب لأصحاب التفسير ، ترى كلماتهم المشهورة ، اختلف العلماء ، وكان آراء الفقهاء ، وتخرج دون أن تقف على رأي ثابت ، كيف يصطفي الله آدم كذرية ، ويتركه هو ، فأين نبوة آدم ، حتى بات بعض العلماء ، يجزمون أن آدم لم يكن نبياً ، وان نبوته من النوع الخاص ، بعد أن كانوا يقولون إنه من الرسل بدليل سجود الملائكة له ، ولكن ليس من أولي العزم ، لقوله تعالى
    {ولم نجد له عزما} وماذا بعد .....
    { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ } الأعراف/172
    فأين آدم ، ألم تكن الذرية في ظهر آدم ، أم في بني آدم ، وحين عجزوا عن التوصل لمنطق الآية وغيرها ، قالوا يجوز أن ننادي آدم بأبن آدم .........
    وماذا بعد
    { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ } مريم/58
    إذا كان إدريس ونوح ذرية آدم ، فأين هابيل ، هل يجوز أن نتصور أنه و بعد ما فعله أخوه به ، وصبره وتقبل الله قربانه ، أن لا يكون نبياً ، وهل من الممكن أن تكون النبوة طفرة وراثية ، جاءت لإدريس دون أن تمر بآدم و هابيل ، وعلينا أن نتوصل للحكمة من هذه الآية ، التي ترشد على حقد الأخ لأخيه ، وكل المداخلات التي حصلت ، وبعد ذلك اختفت الأسرة ، الآدمية كلها ، حتى الأسماء لم تذكر صراحة ،
    = هذه هي حقيقة الخلق ، أو هذا هو التصور الحقيقي ، الذي جاءت به الآيات السماوية ، أما أن تقول لي أن هابيل و قابيل ، من أب واحد واختلفت ألوانها بسبب اختلاف الشمس على القارات ، فهذا ما لم تأتِ آية واحدة في القرآن لإثباته ، و دُحض علمياً ، وأُثبت أن الجنس الأفريقي جنس يختلف بكل بنيته عن باقي الأجناس من البيض ، فالهَيكل العظمي يختلف ، والبشرة نفسها تختلف وشعر الرأس يختلف ، ولو وضعنا الجنس الآري ألف سنة في أفريقيا ، لن يتحول إلى الجنس الزنجي ، والعكس صحيح ،
    وهذه كلها أبحاث بدأت منذ عام 1905 ، لفحص نسبة الذكاء ( نسبة الذكاء (IQ) غير أن الاختلاط الكبير طوال هذه السنين ، قد يؤدي لحدوث طفرات وراثية ، ما دام هناك من أسلاف الطرفين من تزوج ببعضهم ، أما مع عدم الاختلاط فمن المحال ،
    بقي لدينا قول هابيل لقابيل ،
    {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}المائدة/29
    وهذه الآية دليل آخر على إن هابيل وقابيل ، هما اللذان كانا في الجنة ، وإنهما قرُبا الشجرة ، فأثما لأنهما فكّرا بالمُلك ، و هابيل تغلّب على نفسه و على حب التملك والسيادة ، وفهم الاستنباط من احكام الله وشرعه ، قائلاً { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } المائدة/28
    وفي هذه اللحظة استحق ان يكون أباً للأنبياء ، فتزوج حواء وحملت أول أنبياء الأرض وهو إدريس ، حتى نفّذ أخاه جريمة قتله ،
    { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } المائدة/32 ،،،فخسرتْ الأرض ، إماماً من أئمة الهدى ، أي إن قابيل قتل حقاً ، كل الناس بقتله أخيه ، لذا فرض سبحانه على من يريد أن يكون كهابيل ، أن يقدم قرباناً عظيماً ، أي أحب الناس على قلبه ، وكان أول من فعلها إبراهيم النبي (صلّوآله) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين يونيو 24, 2024 5:44 am