التصور الأول (خلق الملائكة ثم السديم )(1)
خلق صاحب العزة والجبروت ، منطقة كون الملائكة ، على يمين عرشه ، وهذه الملائكة سلام الله عليهم أجمعين ، هنّ من نور إرادته ، فهم خدام الإرادة ليفعلوا ما يريد كما يريد ، وهي منطقة فيها الحياة الأزلية وفيها الخير وفيها الهدى ، ولا يحكمها الزمان ، ولا يقسمها المكان ، وفيها ملائكة العلى ممثلين لجلالته بصفاته التسعة والتسعين ، أولها من جهة السديم جناح الرحمن ، وثانيهما جناح الرحيم ،
فما من إرادةٍ له سبحانه إلا ومرت بهذين الجناحين ، وآخر الأجنحة هو الجناح العلي ، والجناح العظيم ، فما من أمرٍ إلا وانطلق منهما ،
فَخُلق السديم ، والذي قلنا إنه الوجود كله ، كظلٍ لمنطقة الملائكة ، أو يمكننا القول بشكل سريع ومقتضب ، إن من الملائكة من اختارت الطاعة العمياء ، ومنها من اختار الطاعة بالعقل ، فتكونت الذّريّات وتكون السديم ، ولن ندخل في هذا الموضوع ، لأنه من أهم محاور النقاش في الكتاب القادم ،
فالملائكة تسكن في كونٍ على يمين الملكوتية ، والسديم شمالها ، فنحن الشمال و أصحاب الشمال إذا بقينا فيها ، وأصحاب اليمين هم المنتقلين إلى ملكوت الملائكة ، حيث يدخلونها بمشيته ، لما أراده للصالحين ،
والسديم إذْ كان ، هو الشمال ويسكنه الشيطان ، الذي يخالف نور إرادة الله بالكلّية ، و يعاكس نور مشيته بالمطلقيّة ، ففيه ملكوت الشيطان الذي كانت يده من الشر كصفاته ، من الظلام والظلم و الضيم والضلال والضر والجور ، وفيه الجبت وفيه الموت ، وفيه المادة بذرّات وجسيمات وغازات ، وقد أسماها الله لنا بالدخان ، وهي تشابه باطن الأرض دون أي اختلاف ، وذلك قبل أن يبث الله نوره في هذا الكون ، فما أن بثّ نور مشيته ليحكمها ، تلاقت الصفاة بالمواصفات .
فخلق أول ما خلق الماء ، إذْ التقت النيران بعد انفجارها والتقت بقوسي الرحمة ، أي بالجهة التي تسكنها الملائكة ، وحين نقول هذا القول كيميائياً نقول ، لكل ذرةٍ من نيرانها الهيدروجينية تلقته الملائكة بذرة واحدة من الأوكسجين ، ليحيي به أرضنا ، والذي تكوّن بفعل ذات الانفلاق ، فالماء كما نعرف يتكون من غاز مُحْرق ونسمّيه الهدروجين ، ومن غاز مساعدٍ للاحتراق ونسميه الأوكسجين ، فسبحان الذي خلق الماء من تلك الغازات ، وجعله منبع للحياة ، ولما دخل نوره في الأشياء كلها ، كانت لكل الأشياء الحياة والهدى من نوره ، و الموت الضلال من ما كان فيها من الشيطان ، وبات لكل شيء من مخلوقاته النفس التي تصارع الشيطان أو تقتدي بنور الرحمن .
التصور الثاني ( خلق السماوات )(2)
ولأجل الرسم تخطيطي ، الذي يساعدك لفهم ذلك ، عليك ،
1 – أرسم نجمة داوود ، بحجم مناسب يعرفه اليهود ، والأفضل أن ترسم بداية مثلثا عمودياً واحدا فقط ، متساويا في أضلاعه .
2 – ضع في كل زاوية من زواياه الثلاثة ، مركز للدائرة التي سوف ترسمها .
3 – ارسم دوائر يكون مركز قطرها هي الزوايا التي أشرنا لها (2) تتكون لديك ثلاثة دوائر ، تمثل المجرات الثلاثة ، ثم أرسم مثلثاً ورأسه إلى الأسفل ، وأفعل ما فعلناه سابقاً ، ستتكون لديك ستة مجرات ، ثلاثة منها أمامية وثلاثة خلفية ، لكنك حين تنظر من ملكوت الملائكة ترها كنجمة داود تماماً ، إذ يتداخل المثلثين كنجمة داود ،
ومجرتنا تكون بين المجرات الثلاثة ، بحيث تغطيها من الأمام ثلاثة ومن الخلف ثلاثة ، لذا مجرتنا ينبغي أن تكون أكبر من باقي المجرات بـ(3,6) أو (4,2) ، ونكتفي بهذا التصور ، لحين الكتاب القادم إنشاء الله ،
ومن ثمّ فالنار التي كانت تسكن الأرض إثر الانفلاق ، خلق منه الجن من نار السموم ، وقضى بالهلاك عليها ، لِمَا فيهما من هول وما فيهما من بأس ، وخلق بعدهما الجان بالأنواع والفصائل الأربعة ، وبعدها كان الحمأ المسنون بأنواعه الأربعة ، وبعدها كان التراب بألوانه وأنواعه الأربعة ، وبعد كل هذا الخلق ، تحرّكت الأنفس في الذريات التي عرشها الله أيضاً لتسكن الأرض من الجن القديم ، ومن الإنس الأحدث خلقا ، ولمّا كانت مشيئته أن يعبد في هذا السديم ، وحدث كل الذي حدث ، أخذ المواثيق من الملائكة بخدمة الأرض وسكانها الجدد ، وأخذ المواثيق على الأنبياء أن يحملوا رسالته لبني البشر ، فيما لم يوافق إبليس على ذلك ، فكان يطمح أن يــكــون خلــــــــــفاء الأرض من صلبه وثبوت المشـــــية من ورده .
فما أن أراد الله(جل جلاله) أن يُدخل نور مشيئته في هذا الوجود ، حتى تفاعل كل شيء في كل شيء ، وتكونتْ الأجرام السماوية ، وحاولت صد النور الإلهي بالأجرام التي تشكلت ، لكنها انفلقت وانفلقت مراراً وتكراراً لستة مراتٍ ، تتقي نور الله حتى أستقرّ نوره سبحانه ، حيث تعادل الشر والخير وحيث جُمِعَ الموت والحياة ، فلما أظلمت لتراكم السماوات على سمائنا ، أمر الشمس فأشرقت لنا ، والقمر الذي يعكس ضياء الشمس ، وبعد كل ما تقدم نعيدها مرة ثالثة ، و أجملها للتلخيص ....
مُــــــــــــــــــــــــــــــــــلخّص النشأة
حيثُ سبحانه خالق الخلق وحيث لا وجود لموجودٍ قط ، إلّا هو وملائكته الموكلين بصفاته ، فلكل صفةٍ من صفاته ، أحكمها بملاكٍ أعلاه في المقام ، ينفّذ إرادته وينوب عنه في هذا السديم ، الذي إن قلنا أنه من خلقه أو لم يخلقه كذبنا على الله حاشاه ، فهو كذنوبنا ومعاصينا ، وللتوضيح قلنا كأنه ظلاً لملكوت ملائكته ، فكانت مشيّته أن يُعبدَ في ذلك السديم ، الذي يخالف نور إرادة الله بالكلّية ، و يعاكس نور مشيته بالمطلقيّة ، ففيه ملكوت الشيطان الذي كانت يده من الشر كصفاته ، من الظلام و الظلم و الضيم و الضلال و الضر ، وكذاته من الجبت والطاغوت وكخواصّه من الفوت والموت ، ( الفوت أي الزمن الذي يمر ويفوت)(+) ، وحيث إنه تعالى في عزه وجلاله احتجب عن مخلوقاته ، شاء أن يرسل من نوره إلى هذا السديم لأجل أن يحكمه ، فحدث الانفلاق العظيم بانفجاراتٍ ستة ، تكونت على إثرهنّ السماوات السبع ، حتى سكن نوره في قلب هذا الوجود ، فبات مكان استقراره أرضنا ، إذ تعادل الشر والخير ، وتميز الهدى عن الضلال ، فاشتعلت السماوات بنيرانها ، وتأججت شياطينها وانفلقت نواتها ، حتى فرض اسمه السلام على تلك النيران ، وقال يا نار كوني بردا وسلاما ، فتلك آياته الأزليّة وأحكامه الأبديّة ، فأثلجت وتجمدت وتصحرت ، بعد أن تغير صفات نيرانها ، وانبثقت اثنتا عشرة عينا من سماواتها ، وسكبها على سمائنا وخصها لأرضنا ، وعرشها لعيشنا ، وأمر الماء أن يموج على الأرض ، لِتَنْبُتَ كما انبَتنا ، ولأن الروح كانت في نوره الذي حل السماوات ، دبّت الروح في كل حجر ومدر ، ولأنّ النار هي أول ما عرفتها الأرض يوم الانفلاق العظيم ، خلق الجن في ستة أزواجٍ كالوانِ النار ودرجاتها ، وكان أولُها زوجين من نار السموم ، فاظلم عليهما وقادهما إلى حتوفها ، حتى بردت الأرض وبانت تربتها ، ثم خلق من تربتها بشراً ومن ما تلفظه الأرض من حمإ مسنون بشراً آخر ، فكان ذاك هو آدم وزوجه ، حيث أسكنه وزوجه الجنة بأمر الله سبحانه ، بعد أن طرد إبليس وقومه منها ، فما عاد ولا دخل ، ولا حصل ما افتروه قد حصل ، والشيطان في عجينتنا و نيران الخلق الأقدم ، ، وأمّا ملائكته ، فهي من نوره تُخلق بأمره ، من حيث يريد و إلى حيث يريد ، فما لذاته من وجودٍ ، فهو إلى ما لا يرى في (لا موجود) عندنا ، و إذْ دخله بسُلطانه وحكمه بعلمه وبيانه ، فبات في الموجود من دون وجودٍ له بالذات ، وحكم إذ الملائكة حكومته ، فكلما قال (قلنا) فقد نفذت الملائكة ، وكلما قال (قال) قال ما شرّعه والزمه في كتابه وعلمه ، فلا يَتَفاعل بفعل العبد ، حتى يريه حكمه ، ويمهله بحلمه ، فلمّا عهد لآدم أن يحيى برغدٍ ما لم يبتغي المُلك ، قرب آدم المُلك ثلاثاً ، دفعناه نحن بما وسوس الشيطان لنا ونحن في صلبه ، حتى تناسَلنا على الأرض من أمهاتٍ مثل ألوان ترابها ، ليرينا ما فعلناه في الجنة ولا نجادل فيما حكمه علينا ، فمنّا من ذاق الشجرة ، ومنّا من أكل منها ، ومنّا من أزلّه الشيطان عنها ، و آتانا الحياة ليرينا ما فعلناه بتِلْكُم الشجرة ، وكان منّا المستغفر وكان منّا التواب ، أمّا أبوينا فتلقَيا كلماتٍ وتاب عليهما ، إنه هو التواب الرحيم ، وعادت القصة بنا ذات القصة ، وفعلنا ذات الفعلة ، وسيكشف عنا هذا الحلم ، لنستفيق على الجنان التي كنا فيها ونحن في صلب الأبوين ، والتي ارتقت وتطورت بصبر الأنبياء وحلم الأولياء ، إلى ما وصف الله في محكم كتابه ، أو نُفزع لركب إبليس وذريّاتِهِ إلى الجحيم ، بعد أن تأججت بذنوبنا ، وتلجلجتْ بفعالِنا ، فاللهم إنّا نبرأُ إليك و نستعيذ بك ، من أن نقرب الشجرة ، أو أن نتركها ، ونستظل بالشجرة الملعونة ، فأعِذنا يا ذا العزة والجبروت ، وصلّ اللهم على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين .
المطلب السادس عشر والأخير
شبهة خليفة الله على الأرض
لتيسير الدراسة سنفترض إن (ميشائيل) هو الخليفة ، لنُسكت نزاع القوم على التسمية ، فكل دين يدعي إن الخليفة منه ، وكل مذهب ينسبه لنفسه ، بما في ذلك الأديان غير السماوي ، ونحن في هذا البحث لا نريد الوصول أو التعرف بشخصه ، ولا من أي دين أو مذهب ، بل نريد أن نفهم بناء على ما جاء في الآيات القرآنية ، كيف للقاضي والحاكم أن يكون ، والذي أسماه الله بالخليفة ، و هل سيختلف المفهوم الذي أراده الله في آياته عن منظار العلوم القانونية لشخص الخليفة ،
من كان منذ آدم ليومنا هذا هو الخليفة ومن كان هو المخلّف .......
فنحنُ ومنذ أقدم العهود ، لم نفرق بين إمارة الأرض وخلافة الأرض ، فكل من حكم مجموعة معينة من الناس ، على إقليم معين من الأرض فهو الملك عليهم أو رئيسهم أو حاكمهم أو سلطانهم ، وما إلى ذلك من المناصب التي نطلقها على الزعماء ، وكل تلك المناصب هي إمارة على دويلات الأرض وليست خلافة على الأرض ، و لتقريب المعنى سنبحث أمرين مهمين
الفرع الأول
إمارة الأرض
بدايةً سنطّلع على ما جاء في الآيات الشريفة :
{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} يونس (14)
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } الأعراف (74)
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا } فاطر (39)
{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ } يونس (73)
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } الأنعام 165
{ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} النمل (62)
{ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الأعراف (69)
كل الآيات التي اطّلعتَ عليها لم تقصد خلافة الأرض مطلقاً ، سواء جاءت بكلمة خلفاء أو بكلمة خلائف ، لسبب بسيط و واضح جداً ، وهي أن الآيات أعلاه تكلّمت عن الأقوام والملل و الشعوب و لم تتحدث عن الأفراد ، مثال ذلك إن ذريّة آدم اصطفَاها الله لتخلف الجن باستيطان الأرض ، و هذا لا يعني أبداً أنهم هم الخلفاء الذين أرادهم الله وهذا هو سؤال الملائكة الذي ورد عن خلافة الأرض ،
و بعد ذلك فذريّة نوح ، كانت لها خلافة الأرض عن باقي الذريات التي هلكت إثر الطوفان ، ونشير أن الأرض لم تفض بل فار التنور ولو أن الأرض كلها فاضت لما جاء قوله تعالى حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ } هود/40
لأن الأرض تحتاج أن تتلاطم بحارها ومحيطاتها لكي تغرق لا أن يفور التنور فقط ،
وكذا عاد وهكذا ، لكنه سبحانه قصد الخلفاء بمعنى الملوك و قصد الخلائف بمعنى الإرث ، أي ترثون الاستيطان في الأرض بعد أن استوطنها أقوام قبلكم ، وسواء بسواء تبقى قضية الخليفة بعيدة عن كلّ ما ذكرته تلك الآيات ، وهناك ما يدعوا للاستغراب والسؤال ، لماذا لم يذكر الله عزوعلا أنبياءه بالخلافة ، أي هل كان آدم مثلا خليفة على الأرض ، فَوفْقَ ما تحدثنا عنهُ ، فإن آدم لم يكن حتى حاكماً على أسرته ، وكل ما جاء من روايات والتي ذكرها اليهود وكُتّابهم بتفاصيل واسعة ، إن حواء كانت تزور قبر هابيل على ظهر الحمار ، فلما تشتدّ عين الشمس كانت تقول (حَاه) فيسمعها الحمار فيسرع ، وهذا الاستنتاج والاكتشاف الرائع هو السبب في أننا حين نقول للحمار (حَاه) يمشي سريعاً ، هذا كل ما وردنا عن خلافة آدم وحواء على الأرض ، لذا علينا أن نعرف ما هي شروط الخليفة والتي بموجبها يمكن أن نحدد مَنْ مِنَ الأنبياء أو الملوك كان هو المعني بخلافة الأرض سواء الدولة الإسلامية أو من سبقها .
خلق صاحب العزة والجبروت ، منطقة كون الملائكة ، على يمين عرشه ، وهذه الملائكة سلام الله عليهم أجمعين ، هنّ من نور إرادته ، فهم خدام الإرادة ليفعلوا ما يريد كما يريد ، وهي منطقة فيها الحياة الأزلية وفيها الخير وفيها الهدى ، ولا يحكمها الزمان ، ولا يقسمها المكان ، وفيها ملائكة العلى ممثلين لجلالته بصفاته التسعة والتسعين ، أولها من جهة السديم جناح الرحمن ، وثانيهما جناح الرحيم ،
فما من إرادةٍ له سبحانه إلا ومرت بهذين الجناحين ، وآخر الأجنحة هو الجناح العلي ، والجناح العظيم ، فما من أمرٍ إلا وانطلق منهما ،
فَخُلق السديم ، والذي قلنا إنه الوجود كله ، كظلٍ لمنطقة الملائكة ، أو يمكننا القول بشكل سريع ومقتضب ، إن من الملائكة من اختارت الطاعة العمياء ، ومنها من اختار الطاعة بالعقل ، فتكونت الذّريّات وتكون السديم ، ولن ندخل في هذا الموضوع ، لأنه من أهم محاور النقاش في الكتاب القادم ،
فالملائكة تسكن في كونٍ على يمين الملكوتية ، والسديم شمالها ، فنحن الشمال و أصحاب الشمال إذا بقينا فيها ، وأصحاب اليمين هم المنتقلين إلى ملكوت الملائكة ، حيث يدخلونها بمشيته ، لما أراده للصالحين ،
والسديم إذْ كان ، هو الشمال ويسكنه الشيطان ، الذي يخالف نور إرادة الله بالكلّية ، و يعاكس نور مشيته بالمطلقيّة ، ففيه ملكوت الشيطان الذي كانت يده من الشر كصفاته ، من الظلام والظلم و الضيم والضلال والضر والجور ، وفيه الجبت وفيه الموت ، وفيه المادة بذرّات وجسيمات وغازات ، وقد أسماها الله لنا بالدخان ، وهي تشابه باطن الأرض دون أي اختلاف ، وذلك قبل أن يبث الله نوره في هذا الكون ، فما أن بثّ نور مشيته ليحكمها ، تلاقت الصفاة بالمواصفات .
فخلق أول ما خلق الماء ، إذْ التقت النيران بعد انفجارها والتقت بقوسي الرحمة ، أي بالجهة التي تسكنها الملائكة ، وحين نقول هذا القول كيميائياً نقول ، لكل ذرةٍ من نيرانها الهيدروجينية تلقته الملائكة بذرة واحدة من الأوكسجين ، ليحيي به أرضنا ، والذي تكوّن بفعل ذات الانفلاق ، فالماء كما نعرف يتكون من غاز مُحْرق ونسمّيه الهدروجين ، ومن غاز مساعدٍ للاحتراق ونسميه الأوكسجين ، فسبحان الذي خلق الماء من تلك الغازات ، وجعله منبع للحياة ، ولما دخل نوره في الأشياء كلها ، كانت لكل الأشياء الحياة والهدى من نوره ، و الموت الضلال من ما كان فيها من الشيطان ، وبات لكل شيء من مخلوقاته النفس التي تصارع الشيطان أو تقتدي بنور الرحمن .
التصور الثاني ( خلق السماوات )(2)
ولأجل الرسم تخطيطي ، الذي يساعدك لفهم ذلك ، عليك ،
1 – أرسم نجمة داوود ، بحجم مناسب يعرفه اليهود ، والأفضل أن ترسم بداية مثلثا عمودياً واحدا فقط ، متساويا في أضلاعه .
2 – ضع في كل زاوية من زواياه الثلاثة ، مركز للدائرة التي سوف ترسمها .
3 – ارسم دوائر يكون مركز قطرها هي الزوايا التي أشرنا لها (2) تتكون لديك ثلاثة دوائر ، تمثل المجرات الثلاثة ، ثم أرسم مثلثاً ورأسه إلى الأسفل ، وأفعل ما فعلناه سابقاً ، ستتكون لديك ستة مجرات ، ثلاثة منها أمامية وثلاثة خلفية ، لكنك حين تنظر من ملكوت الملائكة ترها كنجمة داود تماماً ، إذ يتداخل المثلثين كنجمة داود ،
ومجرتنا تكون بين المجرات الثلاثة ، بحيث تغطيها من الأمام ثلاثة ومن الخلف ثلاثة ، لذا مجرتنا ينبغي أن تكون أكبر من باقي المجرات بـ(3,6) أو (4,2) ، ونكتفي بهذا التصور ، لحين الكتاب القادم إنشاء الله ،
ومن ثمّ فالنار التي كانت تسكن الأرض إثر الانفلاق ، خلق منه الجن من نار السموم ، وقضى بالهلاك عليها ، لِمَا فيهما من هول وما فيهما من بأس ، وخلق بعدهما الجان بالأنواع والفصائل الأربعة ، وبعدها كان الحمأ المسنون بأنواعه الأربعة ، وبعدها كان التراب بألوانه وأنواعه الأربعة ، وبعد كل هذا الخلق ، تحرّكت الأنفس في الذريات التي عرشها الله أيضاً لتسكن الأرض من الجن القديم ، ومن الإنس الأحدث خلقا ، ولمّا كانت مشيئته أن يعبد في هذا السديم ، وحدث كل الذي حدث ، أخذ المواثيق من الملائكة بخدمة الأرض وسكانها الجدد ، وأخذ المواثيق على الأنبياء أن يحملوا رسالته لبني البشر ، فيما لم يوافق إبليس على ذلك ، فكان يطمح أن يــكــون خلــــــــــفاء الأرض من صلبه وثبوت المشـــــية من ورده .
فما أن أراد الله(جل جلاله) أن يُدخل نور مشيئته في هذا الوجود ، حتى تفاعل كل شيء في كل شيء ، وتكونتْ الأجرام السماوية ، وحاولت صد النور الإلهي بالأجرام التي تشكلت ، لكنها انفلقت وانفلقت مراراً وتكراراً لستة مراتٍ ، تتقي نور الله حتى أستقرّ نوره سبحانه ، حيث تعادل الشر والخير وحيث جُمِعَ الموت والحياة ، فلما أظلمت لتراكم السماوات على سمائنا ، أمر الشمس فأشرقت لنا ، والقمر الذي يعكس ضياء الشمس ، وبعد كل ما تقدم نعيدها مرة ثالثة ، و أجملها للتلخيص ....
مُــــــــــــــــــــــــــــــــــلخّص النشأة
حيثُ سبحانه خالق الخلق وحيث لا وجود لموجودٍ قط ، إلّا هو وملائكته الموكلين بصفاته ، فلكل صفةٍ من صفاته ، أحكمها بملاكٍ أعلاه في المقام ، ينفّذ إرادته وينوب عنه في هذا السديم ، الذي إن قلنا أنه من خلقه أو لم يخلقه كذبنا على الله حاشاه ، فهو كذنوبنا ومعاصينا ، وللتوضيح قلنا كأنه ظلاً لملكوت ملائكته ، فكانت مشيّته أن يُعبدَ في ذلك السديم ، الذي يخالف نور إرادة الله بالكلّية ، و يعاكس نور مشيته بالمطلقيّة ، ففيه ملكوت الشيطان الذي كانت يده من الشر كصفاته ، من الظلام و الظلم و الضيم و الضلال و الضر ، وكذاته من الجبت والطاغوت وكخواصّه من الفوت والموت ، ( الفوت أي الزمن الذي يمر ويفوت)(+) ، وحيث إنه تعالى في عزه وجلاله احتجب عن مخلوقاته ، شاء أن يرسل من نوره إلى هذا السديم لأجل أن يحكمه ، فحدث الانفلاق العظيم بانفجاراتٍ ستة ، تكونت على إثرهنّ السماوات السبع ، حتى سكن نوره في قلب هذا الوجود ، فبات مكان استقراره أرضنا ، إذ تعادل الشر والخير ، وتميز الهدى عن الضلال ، فاشتعلت السماوات بنيرانها ، وتأججت شياطينها وانفلقت نواتها ، حتى فرض اسمه السلام على تلك النيران ، وقال يا نار كوني بردا وسلاما ، فتلك آياته الأزليّة وأحكامه الأبديّة ، فأثلجت وتجمدت وتصحرت ، بعد أن تغير صفات نيرانها ، وانبثقت اثنتا عشرة عينا من سماواتها ، وسكبها على سمائنا وخصها لأرضنا ، وعرشها لعيشنا ، وأمر الماء أن يموج على الأرض ، لِتَنْبُتَ كما انبَتنا ، ولأن الروح كانت في نوره الذي حل السماوات ، دبّت الروح في كل حجر ومدر ، ولأنّ النار هي أول ما عرفتها الأرض يوم الانفلاق العظيم ، خلق الجن في ستة أزواجٍ كالوانِ النار ودرجاتها ، وكان أولُها زوجين من نار السموم ، فاظلم عليهما وقادهما إلى حتوفها ، حتى بردت الأرض وبانت تربتها ، ثم خلق من تربتها بشراً ومن ما تلفظه الأرض من حمإ مسنون بشراً آخر ، فكان ذاك هو آدم وزوجه ، حيث أسكنه وزوجه الجنة بأمر الله سبحانه ، بعد أن طرد إبليس وقومه منها ، فما عاد ولا دخل ، ولا حصل ما افتروه قد حصل ، والشيطان في عجينتنا و نيران الخلق الأقدم ، ، وأمّا ملائكته ، فهي من نوره تُخلق بأمره ، من حيث يريد و إلى حيث يريد ، فما لذاته من وجودٍ ، فهو إلى ما لا يرى في (لا موجود) عندنا ، و إذْ دخله بسُلطانه وحكمه بعلمه وبيانه ، فبات في الموجود من دون وجودٍ له بالذات ، وحكم إذ الملائكة حكومته ، فكلما قال (قلنا) فقد نفذت الملائكة ، وكلما قال (قال) قال ما شرّعه والزمه في كتابه وعلمه ، فلا يَتَفاعل بفعل العبد ، حتى يريه حكمه ، ويمهله بحلمه ، فلمّا عهد لآدم أن يحيى برغدٍ ما لم يبتغي المُلك ، قرب آدم المُلك ثلاثاً ، دفعناه نحن بما وسوس الشيطان لنا ونحن في صلبه ، حتى تناسَلنا على الأرض من أمهاتٍ مثل ألوان ترابها ، ليرينا ما فعلناه في الجنة ولا نجادل فيما حكمه علينا ، فمنّا من ذاق الشجرة ، ومنّا من أكل منها ، ومنّا من أزلّه الشيطان عنها ، و آتانا الحياة ليرينا ما فعلناه بتِلْكُم الشجرة ، وكان منّا المستغفر وكان منّا التواب ، أمّا أبوينا فتلقَيا كلماتٍ وتاب عليهما ، إنه هو التواب الرحيم ، وعادت القصة بنا ذات القصة ، وفعلنا ذات الفعلة ، وسيكشف عنا هذا الحلم ، لنستفيق على الجنان التي كنا فيها ونحن في صلب الأبوين ، والتي ارتقت وتطورت بصبر الأنبياء وحلم الأولياء ، إلى ما وصف الله في محكم كتابه ، أو نُفزع لركب إبليس وذريّاتِهِ إلى الجحيم ، بعد أن تأججت بذنوبنا ، وتلجلجتْ بفعالِنا ، فاللهم إنّا نبرأُ إليك و نستعيذ بك ، من أن نقرب الشجرة ، أو أن نتركها ، ونستظل بالشجرة الملعونة ، فأعِذنا يا ذا العزة والجبروت ، وصلّ اللهم على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين .
المطلب السادس عشر والأخير
شبهة خليفة الله على الأرض
لتيسير الدراسة سنفترض إن (ميشائيل) هو الخليفة ، لنُسكت نزاع القوم على التسمية ، فكل دين يدعي إن الخليفة منه ، وكل مذهب ينسبه لنفسه ، بما في ذلك الأديان غير السماوي ، ونحن في هذا البحث لا نريد الوصول أو التعرف بشخصه ، ولا من أي دين أو مذهب ، بل نريد أن نفهم بناء على ما جاء في الآيات القرآنية ، كيف للقاضي والحاكم أن يكون ، والذي أسماه الله بالخليفة ، و هل سيختلف المفهوم الذي أراده الله في آياته عن منظار العلوم القانونية لشخص الخليفة ،
من كان منذ آدم ليومنا هذا هو الخليفة ومن كان هو المخلّف .......
فنحنُ ومنذ أقدم العهود ، لم نفرق بين إمارة الأرض وخلافة الأرض ، فكل من حكم مجموعة معينة من الناس ، على إقليم معين من الأرض فهو الملك عليهم أو رئيسهم أو حاكمهم أو سلطانهم ، وما إلى ذلك من المناصب التي نطلقها على الزعماء ، وكل تلك المناصب هي إمارة على دويلات الأرض وليست خلافة على الأرض ، و لتقريب المعنى سنبحث أمرين مهمين
الفرع الأول
إمارة الأرض
بدايةً سنطّلع على ما جاء في الآيات الشريفة :
{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} يونس (14)
{ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } الأعراف (74)
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا } فاطر (39)
{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ } يونس (73)
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } الأنعام 165
{ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} النمل (62)
{ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الأعراف (69)
كل الآيات التي اطّلعتَ عليها لم تقصد خلافة الأرض مطلقاً ، سواء جاءت بكلمة خلفاء أو بكلمة خلائف ، لسبب بسيط و واضح جداً ، وهي أن الآيات أعلاه تكلّمت عن الأقوام والملل و الشعوب و لم تتحدث عن الأفراد ، مثال ذلك إن ذريّة آدم اصطفَاها الله لتخلف الجن باستيطان الأرض ، و هذا لا يعني أبداً أنهم هم الخلفاء الذين أرادهم الله وهذا هو سؤال الملائكة الذي ورد عن خلافة الأرض ،
و بعد ذلك فذريّة نوح ، كانت لها خلافة الأرض عن باقي الذريات التي هلكت إثر الطوفان ، ونشير أن الأرض لم تفض بل فار التنور ولو أن الأرض كلها فاضت لما جاء قوله تعالى حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ } هود/40
لأن الأرض تحتاج أن تتلاطم بحارها ومحيطاتها لكي تغرق لا أن يفور التنور فقط ،
وكذا عاد وهكذا ، لكنه سبحانه قصد الخلفاء بمعنى الملوك و قصد الخلائف بمعنى الإرث ، أي ترثون الاستيطان في الأرض بعد أن استوطنها أقوام قبلكم ، وسواء بسواء تبقى قضية الخليفة بعيدة عن كلّ ما ذكرته تلك الآيات ، وهناك ما يدعوا للاستغراب والسؤال ، لماذا لم يذكر الله عزوعلا أنبياءه بالخلافة ، أي هل كان آدم مثلا خليفة على الأرض ، فَوفْقَ ما تحدثنا عنهُ ، فإن آدم لم يكن حتى حاكماً على أسرته ، وكل ما جاء من روايات والتي ذكرها اليهود وكُتّابهم بتفاصيل واسعة ، إن حواء كانت تزور قبر هابيل على ظهر الحمار ، فلما تشتدّ عين الشمس كانت تقول (حَاه) فيسمعها الحمار فيسرع ، وهذا الاستنتاج والاكتشاف الرائع هو السبب في أننا حين نقول للحمار (حَاه) يمشي سريعاً ، هذا كل ما وردنا عن خلافة آدم وحواء على الأرض ، لذا علينا أن نعرف ما هي شروط الخليفة والتي بموجبها يمكن أن نحدد مَنْ مِنَ الأنبياء أو الملوك كان هو المعني بخلافة الأرض سواء الدولة الإسلامية أو من سبقها .