منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات علاء الصائغ

مرحبا بك عزيز الزائر في منتدايات الشاعر علاء الصائغ يسعدنا ويشرفنا أن تنظم الينا لذلك قم بالتسجيل .

منتديات علاء الصائغ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات علاء الصائغ

منتديات الشاعر علاء الصائغ


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص88 إلى 99

    المحامي علاء الصائغ
    المحامي علاء الصائغ
    المدير العام
    المدير العام


    الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص88 إلى 99 Empty الإسلام على جرفٍ هارٍ كتاب من تأليف المحامي علاء الصائغ ص88 إلى 99

    مُساهمة من طرف المحامي علاء الصائغ الجمعة فبراير 14, 2020 6:43 pm

    الفرع الثاني
    التفضيل بين الأديان

    حينما يقول سبحانه وتعالى { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ } آل عمران/19
    فهذا يعني إن الدين الإسلامي هو الأوّل والأخر ، ولم يكن يأمر الله بدينٍ غير دين الإسلام ، منذ الأزل وإلى الأزل ، وهو سبحانه لم ينزّل غير الدين الإسلامي ، ولم يختم الأديان إلا بما أنزله منذ البداية ، أمّا أكذوبة الدين الحق ، الذي لا يَعتَرف بأي دين من بعده ولا من قبله ، فقد استعملت منذ القدم ، كما ذكرنا مرّاتٍ عدة ، ومنذ أول الأديان سواء كانت سماوية أو غير سماوية ، والهدف منها جعل الدين بأيدي قوميةٍ ما أو جماعة معينة ، هذه الجماعة تستولي على ما حققه الأنبياء والدعاة من قبل ، في منهج جديد يكرّس طموحاتهم التوسعية ، كي لا تفلت السلطة من تلك الأمة إلى أمة أخرى ، وبذلك يهيمنون على الموارد المادية والسلطوية للبلدان التي تؤمن بدينهم والذين يدّعون إنهم أسياده ورجالاته ، فما كانت تلك الأديان (اليهودية والنصرانية) ولماذا لم يطلق عليها الله (جل جلاله) بالدين الإسلامي ،
    أسلفنا بالقول إن الله لم يفرض علينا إلا ديناً واحداً منذ أن كنا في صلب آدم وهو في الجنة ،والدين في الاصطلاح العام : ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة ، وفي الاصطلاح الإسلامي : التسليم لله تعالى والانقياد له (+) .
    والدين هو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين (صلّوآله) .
    لكنك ببساطة يمكنك دحض هذا التعريف ، لأنه سبحانه أطلق تسمية الدين حتى على ما كان يعتنقه المشركون ، وإن كان القصد ما يدعون ،{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } الكافرون/6 ، فسمَّى الله ما عليه مشركو العرب بالدين ،
    الدين في اللغة : مشتق من الفعل الثلاثي : (دان) ، وهو تارة يتعدى بنفسه ، وتارة باللام ، وتارة بالباء ، ويختلف المعنى باختلاف ما يتعدى به ، فإذا تعدى بالباء يكون (دان به) بمعنى اتخذه ديناً ومذهباً ، وتخلق به ، واعتقده (+)
    إذن فيمكن تعريف الدين بأنه : مجموعة من المعتقدات التي يقدسها الإنسان والتي من أجلها يضحي بكل غالٍ ونفيس ، من أجل تحقيق الأماني التي يروم تحقيقها في الدنيا أو في الدنيا والآخرة ، إن كان لذلك الدين اعتراف بالآخرة .
    على هذا فهو دائنية ومديونية ، بين العبد وربه أياً كان ذلك الرب ، فهو يبذل العبادات لأجل الرب ويروم الحصول على ما وعده الرب ،
    و أيّا كان تعريف الدين فنحن بذلك ، لم نفرّق بين تعريف الدين و الشريعة ، لا بل ولم نفرق بين تعريف الدين والإسلام كدين ،
    فكل العبادات و المعاملات بين العبد وربه هي من ضمن أحكام الشريعة ، ولكي نفرق بين الدين والشريعة فيمكن اعتبار فروع الدين هي الشريعة أما أصول الدين فهو المراد حقاً بالدين الإسلامي ، فلكل منا شريعته الخاصة به ، ولم يُلزم الله عليهم أن يتركوا شريعتهم إلا ما ابتدعوه ، فهم من حيث فروع الدين كالمسلمين ، ولكن من حيث أصول الدين فهم كفّار ، حالهم حال حتى الذين ادعوا الإسلام ولم يدخلوه ، أو دخلوه ولم يتقبلوه ، لأنهم لم يتواصلوا مع الرب بالاعتراف بكتبه و أنبياءه ،
    { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً } النساء .
    وأرى إنّ بيننا وبين أهل الكتاب ذنباً مشتركاً ،
    آباؤنا لم يدخلوا دينهم ولم يؤمنوا قديماً بوحدانية الله(جل جلاله) ، و هم لم يؤمنوا برسولنا لمّا جاء إلينا ، ونحن قلنا نريد نبياً وقرآنا عربياً ، وهم قالوا نريد خاتم الأنبياء يهودياً أو نصرانياً ، كما كان هذا الذنب بين اليهود والنصارى وغيرهم ، حتى نعود ثانية لأبوينا ، وهذه أيضاً نعرة إبليس ، إذْ أراد إبليس أن يَعبُدَ الله من حيث يريد هو ، لا من حيث يريد الله أن يُعْبده عباده ، والقضية ليست قضية البطولة والبسالة في غزو الأمصار بالسيف لإدخالهم للإسلام ، وقد مرّ بنا في شبهة ضرب الأعناق ، إنه ما من أمةٍ رضيت أن تتبنى الدين دون أن تشرك قوميتها وأعرافها فيه ، والسبب هو الكرسي ، كما لو آمن أهل التوراة بأَهل الإنجيل لإنهارتْ مملكة اليهود وتلاشت أمتهم وضاعت هيبة سادتهم من رجالات الدين ، وهذا معنى قوله تعالى بغياً بينهم ، فلم يقل بغياً منهم بل بينهم ، أي كلاً يريد دين الله لحسابه الشخصي ، ولأبناء قومه ، وهو نفس السبب الذي أدى لتعدد المذاهب ، وهذا معنى قوله تعالى بعد أن جاءهم العلم ، فالعلم من أهم مطالب انتشاره ، هو عدم احتكاره ، فلما احتكرُوه ، أرسل الله لهم من يعيدهم إلى جادةِ الصواب وهو عيسى (ع) ، فلمّا احتكر أتباع عيسى الدين مرة أخرى ، أرسل محمد (صلّوآله) ، أما لماذا توقفت الرسالات بعد محمد (صلّوآله) .....
    فلأن الأمة التي كان ولد فيها الرسول أمّة وسطية ، والمنطقة التي نشر بها رسالته منطقة وسطية ، والوسطية كما ذكرنا سلفاً بأنها الأمة والمنطقة التي تتوسط كل الأمم من الناحية الجغرافية(الشرق الأوسط) وبذلك دخل دين الرب منطقة الانتشار ولم يعد محسوراً في الشرق الأقصى ، إذ احتكره أهل الرسالات السابقة ، ولطالما أراد الله ورسوله أن يكفّ المسلمون الجدد عن نشر الدين بالسيف والحراب ، لكن ما دار قد قدار ،
    { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } فصلت / 35
    لذا فالكل كافر والكل مسلم ، فالمسلم كافر ، إن لم ينشر إسلامه ، دون روابط عرقية وتعصبية ، والكافر مسلم ، حتى يستمع للإسلام الحق ، ويكْفُر بما سَمِعَه ،
    لأن من لم يدخل الإسلام ، فعلينا وزر عدم هدايته ، فإن لم نستطع
    فــــ{ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } آل عمران/97 .
    {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } النمل/ 40
    { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } لقمان / 12
    { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ } الزمر / 7 .أما استخدام اليد بالضرب والقتل ، واللسان بالسب والشتم ، على إنه أقوى الإيام واضعفه القدح بالقلب ، فهذه هي جاهلية الأعراب وطبع المشركين ( راجع من هو المشرك في شبة الشيطان ) .






    المطلب السابع
    شبهة مخلوقات النشأة الأولى
    آدم الحقيقي وحواء المزيفة وإبليس المتهم

    مرّ بنا في أسباب غموض النصوص القرآنية ، أنه سبحانه أطلق على بعض المسمّيات ، بما نعرفها نحن أو بالصيغ التقريبية أو الشبية بها ، فمثلا اسم آدم ، هو اسم عبري وعربي في وقت واحد ، جاء من أديم الأرض ، و قناعتنا بمعنى الاسم قناعة مطلقة ، لأنّ هذا المخلوق لم يكن له اسم حين خُلق ، إذ كان مجرد عجينةٍ من طين ، فما عسى أن يناديه الله إلا بمادة صنعه ،
    ولم يرد أسم آدم مطلقاً في القرآن وهو في الأرض ، فقد كانت الآيات كلها تتحدث عن نشأته وتعليمه الأسماء المجهولة ، ومن ثم سكنه في الجنة ، وأكله الشجرة ، وأخيراً هبوطه على الأرض ، وبعدها اختفى عن الذكر ، ولم يذكر حتى في أهم قضية حصلت لأبنيهِ ، ولا أعرف كيف لنبي ، رعيته ولدين وما ربّاهما ، فلم يحمي هابيل ولم يعاقب قابيل ، أما حواء فهي الشبح التي لم يرد اسمها مطلقا ، ولو نظرنا لقضية آدم وزوجه لوجدناها تكررت مرات عديدة في القرآن و لسجدةٍ واحدةٍ ، وهذا خلاف ما ادعيْناه من عدم تكرار آيات الله في الكتاب ، إلّا إذا اقتضت الحكمة ، أو تكملةً لقصةٍ ما أو حدثٍ ما ، لكن الإشكال هو في نقلها مغايرة عن كل مرةٍ ورد فيه ، وهذا ما سيجعلنا نأتي بالآيات التي تكررت عن هذه الواقعة ، ونبدأ بـ { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ } ص/71 .. وشبيهتها { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } أرأيت هذا التشابه في الآيتين ، ثم أرأيت مدى الاختلاف بينهما .......
    الاختلاف طبعا في الطين ، ومن ثم في الصلصال من حمإ مسنون ، فالطين يختلف عن الحمإ اختلاف الثرى عن الثريا ، أي في النوع والصفة ، أي اللون والطعم والرائحة و منشأه ، لاحظ ماذا بعد ...
    1 – أنت الآن أمام بشرين اثنين ، أحدهما من طين والثاني من حمإٍ مسنون ، لون بشرة الأول ، يتجه وراثياً من البياض إلى سمار التربة ، والثاني من سمار التربة إلى التفحّم ، رائحة الأول رائحة طيبة وبشرته ترفة ، والثاني رائحته نتنة وبشرته خشنة وقاسية ، وأقرب تشبيه للحمَأ المسنون ، هو ما تلفظهُ البراكين من باطن الأرض ، وعليك الآن تقبل طرحي ، وبعد ذلك سنعود للروايات اليهودية وما تؤمن به أنت بعد دخول تلك الروايات في تفسير القرآن .
    2 – لاحظ الآن جواب إبليس إذ رفض السجود لهما ،
    الأول { قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } ص/77
    أجاب بصيغة المفاضلة بين مادة خلقه ، ومادة خلق آدم ، وهو بذلك أجاب عن سبب عدم سجوده لآدم ، أما الثاني فكان جوابه { قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } الحجر /33
    لقد أجاب بصيغة الأنفة من هذا المخلوق ، وكأنه يقول لستُ أنا الذي يسجدُ لهذا الأسود الزنجي ، ولم يقارن هذه المرّة بين جنسه وجنس البشر الجديد ، كما تلاحظ إن المَخْلوقَيْن ذُكِرا بالصّفة البشرية { إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا } ولم يُذكرا باسم آدم ، والقصة التي فهمناها عن آدم أو بالأحرى ، التي رواها أحبار اليهود ، أن آدم وزوجته سكنا في الجنة ، وحذّرهما الله من إبليس ، لكنهما استمعا لوسواسهِ ، و أكلا من الشجرة فحقّ عليْهما غضب الله ، و أخرجهما من الجنة إلى الأرض حيث تزوجا وأنجبا ، لكن الحقيقة تقول إن هذه القصة أبعد ما تكون عن المعقول ، ولنبدأ الحكاية بتساؤلات أو اختلاجات مرّت على الكثير منّا …
    تساؤلات :

    { و يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة }
    أما ينبغي أن يكون لآدم زوجة يراودها وإلا ما نفع قوله تعالى ، أنت وزوجك.......
    أي إن هناك زواج بينهما وأعضاء تناسلية ، يستخدموها لهذا الزواج
    وقوله { فكلا من حيث شئتما } ... يعني أن لهم أجهزة هضمية كاملة متكاملة......
    سألت نفسي هل كان آدم وزوجته ، عرايا أم يرتديان ملابس في تلك الجنة .......
    فإذا كانا عرايا وهما زوجين فما بان لهما فاستحيا من بعضهما البعض ، أم إن هناك مخلوقات كانت معهم ... فأين لباسهم الذي نزعه لهم الشيطان وأين قوله عز وجل – { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى } ،
    وإذا كانا مرتديين لثيابهما فما معنى ورق الجنة .... والثوب يستر عنهما كامل الجسد ... ثمّ ألا يمكن أن يرجعان لباسهما الذي نزعه الشيطان لهما ........... ثم إذا كانا زوجين ، فلماذا ينزع عنهما الشيطان لباسهما والـــــــــزوج والزوجة كما ذكر الله لنا (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)
    أكان الشيطان في الجنة ولم ينزل الأرض ......
    ثم أردفت إذا كان هناك زوج وزوجة فأين الخلف ..
    أ كانا يلعبان ويأكلان فقط .....
    أم إن سكنهم في الجنة كان لساعة واحدة فأكلا وهبَطا .....
    فإذا لم يكن هناك زواج حقيقي في الجنة التي سكنها آدم فما نفع أن تكون معه زوجة
    وحينما يتضح أنهما ذكر وأنثى يهبطان .................
    وما تلك الشجرة التي وصفت بالملك والخلد .......
    ولماذا كان على الذي يقربها بسوء تظهر سوءته .....
    ولماذا كانت في الجنة ..... وهل للأشجار قدرة على ذلك ...
    حسنا أين آدم وما يسمونها حواء من فعل هابيل وقابيل .....
    لماذا لم يـُوقِـع آدم الحد على قابيل على الأقل إذا لم يتمكن من منع.
    هل كانت نبوة آدم أن يتزوج أو أن يأكل من أشجار الجنة .......
    فإذا أكد لي الله غير مرةٍ ، أنه ليس هناك تبديل ولا تحويل في سنته ، منذ خلق الخلق وإلى يوم الدين ، لابل حتى بعد يوم الدين ، لأن يوم الدين سيأتي لتطبيق الدين ، كما أنزله الله وأراده الله(جل جلاله) من عباده ....
    فلماذا كانت سنته مختلفة في خلقنا من آدم....
    أيصعب عليه أن يأتي برجلينِ و امرأتين ، بدل أن تقوم حواء بأنجاب التوائم ويزوج أخوين لبعضهما ، بفكرة أنهما لم يكونا من بطن واحدة ، فأين حور العين اللواتي أتطلع للقائهن ، بأعداد تزيد كلما أعلن علينا الجهاد ..
    ثم لماذا أشقى أنا في الأرض والذنب ذنب أبي وأمي بالخروج من الجنة ........
    ثم لماذا لا يدخلني الله مثلهما للجنة فلعلّي لا أقرب الشجرة .....
    وإني أرى في نفسي خير من نفس آدم ، فلم أقرب ما حرم الله من الأكل رغم أني لست في الجنة ........
    ثم إذا كان الله قد تاب على آدم فلماذا لم يرجعه للجنة ......
    أمّا عن إبليس فتحدث و لا حرج ، طرده الله ثم دخل جوف الحية ، وعاقب الله الحية و حواء ، وتستمر بنا القصة المخزية التي نُقلتْ نصاً من التوراة إلى تفسير القرآن ، ورغم عدم علمهم أدنى شيء عن إبليس ، لكنك ترى قصص خيالية ، لا حصر لها ولا عدد ، ذاك الذي قال إن له أبناء يشغلونك عن الصلاة ، وعليك أن تبصق عليهم ثلاث مرات وأنت تصلي ،
    إبليس الذي ترجمه شهب السماء ، و نحن هنا نبصق على أبناءه و نحن في وسط الصلاة ، و أعتذر عن نقلها لكم كاملة لأني أرى حرمة الإنفاق وطباعة مثل هذه الروايات ، و أن أخسر من وقتي لطباعتها أو حتى نسخها ، لكن الضرورة دعت أن أنقل ما جاء في سفر الخليقة في المصادر ، لترون كم نحن في ضلالٍ بعيد ، و نرى
    مئات ومئات من المتناقضات لا حصر لها ولا عدد ، لقد طعن أهل التفسير أنفسهم بعلم رسول الله (صلّوآله) ، الذي نقلته زوجته عائشة ، ليرفعوا من شأن كعب الأحبار(40) ، فجاء دليلهم الوحيد على علم كعب ، إنه كذّبَها في قولها ان مريم هي أخت هارون النبي (ع) الأخ الأكبر لموسى النبي (ع) ، فكيف ليهودي عالم بالتوراة ، أن لا يعلم إنه نعم ، كانت مريم الصّديقة أخت النبي هارون ، ولكن بالكنية لا بالحقيقة ، فــ(مريم) لم يكن لها من أخ ، ولو كان لها ، لكان هو الموعود بالنبوة من آل عمران ، إنما كان لبني إسرائيل عرف ، بأن ينادون كلّ من يقوم بخدمة قدس الأقداس ، بـ(أخ أو أخت هارون) فاليهود يرونَ موسى (ع) منقذ بني إسرائيل ، و نبي الله هارون (ع) منقذ موسى بلسانه الفصيح ، وعلى هذا تأسست مدرسة الهيكل من ذريّة هارون ، والتي انتسبت لها مريم (ع) ، كما نكلّم نسائنا ، بـ(يا أختي في دين الله أو في سنة الله و رسوله) ، فاليهود ما كانوا جميعا من أبناء يعقوب ، ومن الإثني عشر سبطا من أسباطه ، بل كان هناك الكثير من الكنعانيين معهم ، فلماذا يُدعَونَ ببني إسرائيل ، ونساءهم أخوات هارون ، والقرآن صرّح بأن امرأة عمران أتت ببنت واحدة { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أنثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَت وَلَيْسَ الذَّكَرُ كالأنثى ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ } آل عمران / 36
    وكان قصدهم من ذلك ، هو إيقاع اللوم على مريم الصّدّيقة ، بالقول يا أخت هارون التي يجب أن توصف بالشرف لمَ فعلتِ ذلك ،
    ولو كان كعب عالماً بالتوراة لكان من الأجدر أن يعتنق المسيحية ، هو وقبيلته قبل البعثة النبوية ، فالتورَاة تحدّثت عن ولادة المسيح بن مريم ، ولكونه قد أسلم فنحن نأخذه بحسن النية ، إذ إن الذنب في تزوير التوراة قديم جداً ، وإنما الإثم على من بدله ، ولا يحاسب على إفكِ من سبقهُ إن كان حسن النية ، ولكن لابد من الإشارة مراراً و تكراراً ، على إن تلك الإسرائيليات ، كان دورها كدور الشيطان ، الذي وسوس لآدم وهو في الجنة ، فأخرجه مما كان فيه ، وقد أخرجتنا تلك الإسرائيليات ، من التبصر بعظيم علم الله ، عن موضوع خلافة الأرض التي احتفظوا هم بعلومِها كما سنرى ، ومن ثم تركونا على رواياتهم المزيّفة والمحرّفة ...

    { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ } ص .
    وسوف أكرر هذا النص عشرات المرات ، في السلسلة لأجل تبصّرها ، ولعلنا نسبق زمان موتنا ، ونوصِل ما أرادنا الله أن نوصله ،
    إذن ، كل ما نحتاجه هو ترك الروايات البالية ، التي جاءت عن طريق أحبار اليهود ، وآراء الأعاجم والتمعن في كتاب الله تعالى ، و سوف نكون على يقين إن كل هذا اللغط سيتلاشى .
    وعليه نقول بسم الله الرحمن الرحيم

    ونبدأ القصة من جديد وفق الأساسات العلمية التي جاء بها القرآن ،
    وهي أننا خُلقنا من بشرين بلونين مختلفين ، كما ذكر لنا الله في آياته وكان زواج البشرين ، بعد هبوطهما من الجنة ،
    و لتوضيح الفكرة بشكل سهل ، سنفترض إن هذين البشرين ، هما أدَم وكان بشراً من طين ، و أديم وكان بشراً من حمإ مسنون ، وهذا كل ما أرجوه لتسهيل الطرح ، ولأنهما ما داما في الجنة ، فلهما أسم واحد ، وهما من نفسٍ واحدة ، وسَيبقيان باسم واحد ، فلا من ثالث معهما لينادي كلّا باسم لِيفرّق بينهما ، حتى يهبطان ويتولد منهما الذرية ،
    لذا فإنه سبحانه خلق أدَم وزوجه أديم ، لأن زوجه لا تعني زوجته ، بل أنيسه ، الذي هو من نفسه ، كما ذكرَ لنا الله { وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً } الواقعة/7
    فيوم القيامة سنكون ثلاث أزواج ، أي ثلاث فرق كل فرقة من نفسٍ واحدة تختلف عن الأخرى وهم ( أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون ) ، أمّا أدَم وزوجه أديم ، فكانا زوجاً واحد من نفسٍ واحدةٍ ، لاحظ قوله تعالى {ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة} من هذه الآية سنجمع القرائِن حتى نصل المراد ، إذ تلاحظ في النص زيادة في التوكيد ، باسم الإشارة ( أنت ) إذ المفروض أن يكتفي سبحانه بالقول ، و يا آدم أسْكن وزوجك الجنة ، لكنهما بـ(اسمين ، متشابهين) فأي آدم يعني به الله تعالى ، كأنما يشير إلى أنّ زوجه ، يحمل نفس اسمه لذا فهما آدميين ، أو جاء التوكيد ، على أنهما فقط سوف يسكنان الجنة ، أو أراد الأمرين معاً ، وكثيراً ما نراه سبحانه ينادي آدم فقط ، وكذلك جاءت للتخصيص ، بأنهما سيسكنان فقط دون أن يشاركهما من أحد ، فلا إبليس دخل ، ولا أفعى مرّت ، ولا حيوانات افترت ،
    وكان اجتهاد المفسرين ، أنه سبحانه اختار الكلام مع آدم كونه ولي أمرها لحواء ، وأنا لا أنكر أبداً وجود حواء ، لكني أنكر تماماً وجودها في الجنة ، فقد تزوجت من آدم بعد هبوطه من الجنة ، حاملاً معه الذرّيات ، والذّريّات التي كانت في آدم هي من ذكر وأنثى ، وهم المراد من هذا الخلق ، فلا تدعي إني أطعن بالمرأة ، إذ لم تكن في الجنة مع أدم وأديم ، فأدم وأديم ، ما كانا يعرفان جنسيهما حتى قربا الشجرة ،
    وللكشف عن كنية البشرين ، علينا جمع الآيات التي ذَكرتْ واقعة سجود الملائكة لآدم ، وكانت سبع آيات ، منها آيتين ذكرت الواقعة بشكل تفصيلي ، الأولى وهي سورة (ص) ، تحدثت عن المخلوق من طين والثانية وهي سورة ( الحجر ) ، ذكرت البشر الذي خلق من حمإ مسنون ، وسوف نبين خاصية التشريع والتنفيذ ، التي ذكرناها في مطلب غموض النص القرآني ، في فقرة خصائص النصوص الإلهية ،
    كما إنه من الواجب فصل قصة السجود لآدم ، عن قضية دخوله للجنة و تذوقه للشجرة ، ومن ثم الحوار المتصور لله مع الجان إبليس ، لذا سنتخذ لكل من هذه القضايا ، مطالب مستقلة ، لتيسير فهمها .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 9:12 pm